جدل حول فعالية لقاح “أسترازينيكا”.. و”الصحة العالمية” تعلّق!
بعد أكثر من عام ونصف على بدء انتشار وباء كورونا حول العالم، وبعد أن توصّلت شركات عالمية إلى إنتاج لقاحات فعّالة مضادّة للفيروس، لا يزال القلق والخوف يسيطر على العديد من الأشخاص، خصوصًا بعد الأخبار المتداولة عن الآثار الجانبية للقاحات والتي قد تؤدي إلى حدوث جلطات دموية أو وفيات في بعض الأحيان.
“أسترازينيكا”.. والجلطات الدموية
لقاح “أسترازينيكا” البريطاني كان مؤخرًا محط جدل حول العالم، حيث نُشرت بعض التقارير التي قالت إن اللقاح قد يتسبب بتجلّط في الدم، الأمر الذي دفع بعض البلدان إلى تعليق استخدام اللقاح، أبرزها إيطاليا والدنمارك والنرويج وإيسلندا وإيطاليا وغيرها، كإجراء احترازي، في حين سارعت “وكالة الأدوية الأوروبية” إلى طمأنة الناس لعدم وجود أي مخاطر صحية معروفة مرتبطة بجرعات اللقاح، كما أفادت “الهيئة الناظمة للأدوية” في الاتحاد الأوروبي أن الدول الأوروبية يمكنها الاستمرار في استخدام لقاح “أسترازينيكا”، فيما يجري التحقيق في حالات جلطات الدم التي دفعت بعض الدول لتعليق استخدامه.
بريطانيا: اللقاح آمن
من جهتها، أصدرت المملكة المتحدة بيانًا أكدت فيه أن اللقاح “آمن وفعال”، كما قال المتحدث الرسمي باسم رئيس الحكومة، بوريس جونسون، للصحافيين: “قلنا بوضوح إنّه آمن وفعال، وعندما يُطلب من الناس التقدّم لتلقي اللقاح، يجب أن يفعلوا ذلك بثقة”.
“الصحة العالمية” تحسم الجدل
هذا الجدل الحاصل حول سلامة لقاح “أسترازينيكا”، حسمته “منظمة الصحة العالمية”، حيث أكد مديرها العام، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن المنظّمة تواصل تسليم لقاحات “أسترازينيكا” المضادة لفيروس كورونا، بينما تنتظر مراجعة اللجنة الاستشارية المعنية بسلامة اللقاح التابعة للمنظمة، تقارير الأعراض السلبية بعد التطعيم، خصوصًا بعد أن أوقفت عدة دول استخدام “أسترازينيكا”، بعد تقارير عن حدوث جلطات دموية لدى الأشخاص الذين تلقوا التطعيم.
من هنا، تابع غيبريسوس قائلًا: “من المهم أن نلاحظ أن وكالة الأدوية الأوروبية قالت إنه لا يوجد مؤشر على وجود صلة بين اللقاح وجلطات الدم، ويمكن الاستمرار في استخدام اللقاح أثناء إجراء التحقيق”.
بدورها، قالت مساعدة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، د. ماريانغيلا سيماو، إن المنظمة تتماشى إلى حد كبير مع الموقف القائل بضرورة مواصلة التحصين إلى حين تبيان العلاقة السببية، مؤكدة بالمقابل أن لقاحات “أسترازينيكا”، المنتجة في الهند وكوريا الجنوبية ضمن مبادرة منظمة الصحة العالمية “كوفاكس”، لا ترتبط بالأعراض الجانبية، مع الإشارة إلى أنه، وفي الوقت الحالي، موقف منظمة الصحة العالمية يؤكد أن التطعيم له قيمة كبيرة في منع الوفيات عالميًا.
وفي سياق متصل، قالت كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية، د. سوميا سواميناثان: “لقد قتل فيروس كورونا أكثر من 2.6 مليون شخص على مستوى العالم حتى الآن -فقط الوفيات المعروفة والموثقة- مع العلم أن الرقم الحقيقي قد يون أكثر من ذلك”، مضيفة: “أما بعد نشر 330 مليون جرعة لقاح حول العالم، فلسنا على علم بأي حالة وفاة مؤكدة مرتبطة بلقاح كوفيد 19″، لذا رأت سواميناثان أنه من المهم جدًا طمأنة الناس، وتحديدًا في البلدان التي تم طرح اللقاحات للتو، “فهذا هو الوقت المناسب ونريد أن يأخذ الناس اللقاحات المتاحة، لأن جميعها معتمدة حتى الآن للوقاية من الأمراض الشديدة والاستشفاء، وهي بالتأكيد تمنع الناس من الموت بسبب كوفيد، وهذا ما نريده”، بحسب تعبيرها.
المصدر: CNN – فرانس24